الصور تتحدث

الخميس، 17 ديسمبر 2009

سفير الفن التشكيلي الكويتي



كرمت مظلة العمل الكويتي (معك) الفنان التشكيلي سامي محمد تقديرا وعرفانا على دوره الرائد في الدفاع عن الإنسان وحقوقه، من خلال أعماله التشكيلية والتي تعتبر من أبرز معالم الفن التشكيلي المعاصر.

جاء التكريم على هامش ورشة رسم (للإنسان حقوق) التي نظمتها المظلة بالتعاون مع مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية، والتي شارك بها عدد من الفنانين التشكيليين الشباب.

الخميس، 1 أكتوبر 2009

سامي محمد ومحطة الـ66



ليس من السهل أن تختزل حياة إنسان في مقال، فكيف بإنسان مبدع قدم في أعماله ترجمة لمشاعر إنسانية ومعاناة لا يدركها إلا من يعانيها ومن يتقن اختزالها في عمل فني رائع.

الفنان سامي محمد نحتفي اليوم بعيد ميلاده الـ66

كل عام وأنت بخير وتمنياتنا لك بمزيد من العطاء للفن وللإنسان.

الجمعة، 21 أغسطس 2009

الخميس، 25 يونيو 2009

سدرة كويتية نادرة في دبي!!


سامي محمد بجانب سدرته

كتب محمد النبهان-القبس:
الحلم الكبير الذي لم يستطع الفنان الكويتي النحات سامي محمد أن يحققه في ساحات الكويت العامة بنصب من أعماله الكثيرة، التي تركت في ظلال الأروقة، احتضنته ساحات دبي، حيث يزاح الستار عن واحد من أهم المشاريع الفنية التي اشتغل عليها سامي محمد مؤخرا، وهو تمثال «السدرة»، في الساعة السادسة مساء اليوم في ساحة برج دبي.
وتمثال «السدرة» مجسم تكويني يتداخل فيه رمزا المرأة والسدرة؛ يأخذ فيه الشكل الفني رمز السدرة، من خلال وريقات على بعض الجوانب لتعطي الشكل العام صفة السدرة، كما يقول الفنان سامي محمد، «بما لها من علاقة وطـيدة بالتراث والجذور، ولارتباطها بالصحراء وتحملها الأجواء الحارة وامتداد جذورها في باطن الأرض، تماما كالمرأه الخليجية الشامخة التي أنجبت على مر السنين رجالا تركوا الأثر الكبير في طفرات الخليج وتقدمه».
ويبلغ ارتفاع التمثال أكثر من ثلاثة أمتار، نفذه سامي محمد في مرسمه بالكويت، وصبه بالبرونز في مسبك موريس فاوندري ببريطانيا العام الماضي، وستحتضنه احدى زوايا ساحة برج دبي مساء اليوم، من خلال مشروع لتزيين الساحة بأعمال فنية لفنانين عالميين في إطار الحدث الفني لوسط برج دبي الموكل لشركة «إعمار العقارية» التي تبنت المشروع.
وكان محمد العبار، رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية»، أزاح الستار الشهر الماضي عن تحفة فنية جديدة في «وسط برج دبي»، قام بتصميمها الفنان التشكيلي العالمي الكولومبي فرناندو بوتيرو، وهي تمثال «الحصان 2007» المصنوع من البرونز والذي يبلغ ارتفاعه أكثر من ثلاثة أمتار أيضا. في حين تم تكليف العديد من الفنانين من منطقة الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم لإبداع أعمال فنية خاصة يتم عرضها في أرجاء «وسط برج دبي» الممتد على مساحة 500 فدان.




العمال ينهون وضع المنحوتة في مكانها المخصص

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

لماذا صرخ سامي محمد عام 1980؟!



كتب-بدر بن غيث:

زرت مؤخرا متحف الفن الحديث لأمتع نفسي برؤية الأعمال الرائعة للفنانين الذين تركوا فنا رائعا يعد ثروة بحد ذاتها تستحق الكتابة عنها والتنظير فيها جيدا.

وبين هذه الأعمال منحوتة الفنان الرائع سامي محمد الذي قدم عام 1980 عملا أصبح رمزا لثورة النفس وتعبيرا صارخا للألم والمعاناة التي يعيشها كل إنسان مضطهد في العالم.

فرجعت للبيت ومن ثم حصلت على فرصة نادرة للقاء بسامي محمد وهو يسعى لنقل خلاصة تجربته الفريدة لفنانة شابة تسعى لدخول مجال الفنون التشكيلية من نافذة النحت ذلك الفن الصعب.

سألته عن منحوتته الخالدة بضع أسئلة جمعتها من أقاويل عديدة حيكت حول هذا العمل وجاءت كالتالي..

بدر :هل صحيح ان عمل "الصرخة" يجسد معاناة الشعب الكويتي من جريمة الاحتلال العراقي؟

سامي: عملت "الصرخة" عام 1980 وهي تجسد المعاناة والشعب الكويتي كان يعاني من الاحتلال العراقي.

بدر: صج يقولونان هالعمل موجود منه نسخة في متحف اللوفر بباريس؟

سامي: لا طبعا متحف اللوفر هو متحف للفن يحتوي على عدد من الاعمال اللي تخلد فترات تاريخية مهمة من تاريخ الفنون التشكيلية في العالم.

بدر: انزين من أي مادة صنعته وهل صحيح فيه منه نسخ عديدة؟

سامي: بديت فيه مثل ما بديت معاكم (يقصد تدريبه لنا في ورشة النحت المصغرة) ومثل ما انت عارف كنت محتاج شخص يعبر بوجهه عن مشاعر الألم والصراخ، وبعد بحث ما لقيت غير إني اوقف جدام المنظرة وأظل أصرخ وأعبر بويهي وأنقل هالتعابير على العمل اللي بدأته بالطين ومن ثم بعد الانتهاء منه قمت وصبيت عليه البرونز.

اما عن عدد النسخ فالعمل هو من مقتنيات المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب واللي تم الاتفاق عليه إني أنسخ منه 6 نسخ فقط.

بدر : هل فكرت تعيد عم الصرخة من جديد؟

سامي: انا ملتزم بعدد مرات النسخ وما أفكر بتصميم عمل مثله وهذه مرحلة وعدت.



الاثنين، 9 مارس 2009

لعبدالله السالم وجه آخر..!!


يشارك الفنان سامي محمد في ندوة "عبدالله السالم..وجه آخر" بالإضافة إلى أستاذ العلوم السياسية د.أحمد البغدادي، تقيمها رابطة الادباء يوم الأربعاء الموافق 11 مارس الجاري في تمام الساعة السابعة مساءا، وذلك في مقر الرابطة بمنطقة العديلية مقابل نادي كاظمة الرياضي.

والدعوة عامة

الجمعة، 6 مارس 2009

كان معنا..!!




بلغني بحزن شديد خبر رحيل الفنان التشكيلي بدر القطامي الزميل، الذي عاصرته في بدايات تأسيس المرسم الحر ذلك المكان الذي شهد البداية الحقيقية للحركة التشكيلية بالكويت، لقد كان بدر القطامي ضمن من شاركنا في تأسيس المرسم الحر، وكان هو والفنان الراحل عبدالله القصار يعملان في متحف الكويت القديم "بيت خزعل"، لقد كانت أعمال الفنان تجسد ماضينا الذي لطالما كنا جميعا نستمد منه الأفكار، حرص الراحل على التفرغ للفن ليقدم أعمالا عديدة خصوصا وأنه من الذين تأثروا بالفنان العالمي فان كوخ.

اسأل الله أن يرحمه بواسع رحمته وأن يلهمنا وأهلنا الصبر والسلوان، كما هي مناسبة أن ندعو فيها الجهات المعنية بالثقافة والفنون بألا ينسوا عطاء كل من ساهم وما يزال يساهم في ازدهار الهوية الثقافية للكويت.


سامي محمد

السبت، 28 فبراير 2009

سامي محمد بطل فيلم أمريكي!!



كتب- بدر بن غيث:

أثناء تصفحي لمنحوتات الفنان سامي محمد المميزة بتجسيدها الإنسان فهو العنصر الأوحد في أعماله، وقضيته الأولى التي يدافع عنها سامي بريشته ومزوله، وبين كل منحوتاته لفت نظري عمل قديم جدا يعود لعام 1970، بعنوان "الجوع" ضم امرأة وطفلها بلغ فيها الجوع والفقر أشده ويكاد العمل يجبرك على وضع ما تملكه في يدك او جيبك لتنقذهما!!

وقررت من حينها استكمال "نبش" الذكريات والقصص الكثيرة التي ما يزال سامي يحتفظ بها، ولا أتصور بانه تطرق لها ذات مرة، وكانت فرصة لا تعوض حينها واجهته في بيت السدو ذات يوم ونحن نستعد لتنظيم معر مجموعة سامي محمد، فسألته في لحظة صمت بعد جولة في مخزن مقر مجموعته، وقلت له "أبو أسامه..وانا أقلب صورك وأعمالك شفت عمل غير باقي الاعمال كلها، وكنت تجسد فيه أم وولدها ومبين عليهم الفقر ومن الصورة واضح انهاقديمة جدا..متى سويت هالعمل وشلون طرت عليك فكرة الجوع بهالتجسيد..؟!"

راح سامي يسترجع بذاكرته وينطلق بي لاختراق الزمن والعودة لعام 1970، وقال " كنا أنا وبقية أعضاء المرسم الحر نعمل بجد في المرسم القديم بمدرسة صلاح الدين التي تحولت فيما بعد للمتحف العلمي التربوي، قبل أن ننتقل إلى المرسم الحر الحالي في بيت الغانم بمنطقة شرق، وأثناء عملنا كنت أفضل العمل في مرسمي في المنزل بمنطقة كيفان في الفترة الصباحية، أما الفترة المسائية فانطلق للمرسم لمشاركة زملائي العمل والحديث والتعلم.

لم اتصور ونحن نعمل في المرسم أن يدخل علينا النحات المصري الشهير الأستاذ مصطفى نجيب، الذي اشتهر بتنفيذ تماثيل "بورتريه" لغالبية ضيوف الزعيم المصري جمال عبدالناصر، كنت أشاهد تنفيذه لتلك الأعمال خلال متابعتي للأفلام في دور السينما القديمة القليلة بالكويت، حيث كان العرض يسبقه عرض لأهم أخبار الوطن العربي، وبالطبع كانت هذه من وسائل الإعلام المتوفرة آنذاك للعرف على ما يحدث في العالم، كم كانت دور السينما وقتها رائعة.

كان عمري آنذاك لا يتخطى السادسة عشر من عمري، فحفظت اسم مصطفى نجيب جيدا في ذاكرتي فهو بارع جدا في عمل البورتريهن فتخيلوا أن يكون هذا النحات الذي اعجبه أمامي وهو في عمر السبعين عام، ما أعرفه أنه جاء بطلب من أحد أبناء أسرة بهبهاني الذي قد طلب منه تنفيذ تماثيل لأحصنة سيضعها امام أحد عماراته مقابل سينما الفردوس، ولا أتصور بانه نجح في تنفيذ ما طلب منه لأنه في الأصل نحات بورتريه، ويبدو أنه تم الاستعانة به في المرسم الحر ليكون مشرفا.

لم اكن أتواجد في المرسم في الفترة الصباحية كما قلت لك، ومع مرور الأيام سألني أ.مصطفى عن سبب عدم مجيئي؟ وقال مازحا "الظاهر انك مخبي حاجة كبيرة في البيت...؟!"، وكأنه يعلم بأني فعلا أعمل على تنفيذ عمل خاص جدا، فقرر دوعته لمشاهدة التمثال، وحينما دخل مرسمي الخاص تفاجئ من العمل وقال "ان حتكون فنان كبير.. كم كانت كلماته مشجعة.

بعد انتهائي من عمل التمثال قمت بنقله للمرسم الحر، ووضع أمام مدخل المرسم، ومرت السنوات حتى استضافت الكويت عام 1984 مخرجا سينمائيا من الولايات المتحدة الأمريكية، بطلب من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الذين رغبوا في توثيق ما تشهده الكويت من تطور، وبعد عدة زيارات جاء للمرسم الحر، لم أكن وقتها في الكويت حسبما أذكر، وقيل لي أنه اندهش وانبهر وتوقف طويلا امام التمثال ولم يتحرك الا وبحث عن كاميرته الخاصة وراح يصور التمثال من كافة الزوايا، وبعد عودتي كان المخرج السينمائي قد رحل من دون ان ألقاه.

كم فرحت حينما بدأ المخرج الأمريكي الفيلم الوثائقي، بعرض التمثال ذاته الذي أعجب به، كانت هذه بالنسبة لي تحية منه لعملي الذي نلت به جائزة المعرض، الذي أقيم في متحف الكويت القديم "قصر خزعل".

بعد التحرير بعامين تقريبا زار الكويت مجددا ذات المخرج وهذه المرة برفقة احد طلابه الكويتيين الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية المخرج المبدع عبدالمحسن حيات، وللمرة الثانية طلبت منه المؤسسة المساهمة بفيلم، وهو فيلم 1% الشهير والذي تتلخص فكرته حول الفارق بين الإنسان وبقية الكائنات وتحديدا القرد، فاجتمع بالمسوؤلين في المؤسسة وأثناء تبادلهم تفاصيل الفيلم أخرج ظرفا احتوى على صورا التقطها لتمثالي، وعرضها عليهم وسأل أين أجد هذا الفنان هل هو موجود في الكويت وأين هو هذا العمل أريد أن أراه؟...

جاءني اتصال من أحد المسؤولين في وزارة الإعلام، لأتوجه بعدها لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي لأجد هذا المخرج ينتظرن بشغف، وراح يتبادل معي الأحاديث ويصف لي سعادته بلقائي وبالعمل المميز الذي صوره من كل الزوايا، حتى انه قام تكبير احد صور التمثال بمقاس كبير جدا علقه على أحد جدران شقته في أمريكا، وكذلك قام بوضع صورة من التمثال وهو على تلال جبال دنفر الشهيرة.

وبعد حديث طويل سألني أين هو التمثال؟ جبته بحسرة بانه تحطم؟! كيف ومتى؟؟!! قام الغزاة العراقيين بتدمير التمثال في المرسم الحر مثلما حطموا كل ما هو جميل من صنع أهل الكويت في بلدهم المعطاء، ولم يتبق من التمثال سوى أشلاء منه احتفظت بها في مرسمي الخاص في البيت، طلب مني رؤية التمثال وفعلا انطلقنا للمنزل وشاهد التمثال المحطم فصوره بهيئته المحطمة، لتكون بداية فيلمه الجديد بعد فيلمه الأول، لقد قام المخرج عبدالمحسن حيات بشراء العمل وهو حاليا موجود في مكتبه الخاص.


هكذا روى سامي محمد قصة تمثال "الجوع" الذي كما أبلغني هي بداية الحقيقية، لتنفيذ العديد من التماثيل التي سجل فيها مرافعة عن الإنسان المظلوم المحطم الجائع.



تحديث..

اتصل بي الفنان سامي محمد معجبا بالسرد القصصي لمذكراته، وقام مشكورا بتنبيهي وتصحيح بعض ما ذكر في القصة، لذا اقتضى التنويه على ان النشر في أول مرة احتوى بعض المعومات الناقصة وتم تعديلها.

الجمعة، 20 فبراير 2009

قصة القلم الناشف والكاوبوي بالمرسم الحر



كتبت - فاطمة الصفار (مجلة ذوق)
العدد16 2008

عشقت مراسم المدارس في كل مدرسة أنتقل إليها..ففي المراسم كانت توجد الألوان،واكتشف ولعي مدرس الرسم وتميزت في الفصل على التلاميذ "بكراسة العلوم" وأصبحت من يرسم للفصل بكامله الأشجار والحيوانيات حتى كلفوني وأنا في العاشرة من العمر بمشروع رسم جنود وعساكر كثيرة، فهمت من الرسمة من هذه الرسمة بأن هناك عدوان ثلاثي على مصر، وحين وزعت الجوائز كانت رسمتي هي الفائزة وربحت وقتها "قلم ناشف وكان هذا القلم عظيمة بالنسبة لي بل كان حافزي الأول.

في عام 1963 حين كبرت دخلت المرسم الحر والذي جاء أول فواتح الخير على الفنانين في الكويت، فمنحنا التفرغ أنا ومجموعة رائدة من الفنانين أمثال : معجب الدوسري، أيوب حسين، عيسى صقر، خليفة القطان، خزعل القفاص،..وغيرهم، حيث تتلمذنا على يد الأستاذ أنور السروجي كان يعلمنا كيف نبدأ بالطين عمل التماثيل ومن ثم كيف نصبه، اما الأستاذ شوقي الدسوقي وهو خزاف قد لفت نظرنا للخزف قبل النحت، فكنا نحرق الخزف في الفرن ونعمل تماثيلنا، أما السروجي فهو من أسس النحت في الكويت، وكان له الفضل على النحاتين الكويتيين وكنا وقتها ستة نحاتين أعطانا هذا الأستاذ من روحه وقال لي السروجي" بأنني موهوب.." أتذكر حين دخلت المرسم الحر أول رسوماتي كانت عن الشاوي بعدها رسمت "الكاوبوي" لكن السروجي علمني كيف أصب الجبس وأصنع التمثال.

الخميس، 1 يناير 2009

تماثيل مدينة جدة وجمعية الإصلاح في الكويت!!



كتبت – شعاع القاطي (كونا):

استضافت مكتبة بوشهري الفنية في مستهل موسمها الثقافي الأول الفنان التشكيلي سامي محمد، الذي تحدث عن مسيرته مع الفن منذ أواخر خمسينات القرن الماضي حتى الآن، فاتحاً قلبه لهموم الحركة التشكيلية التي تعانيها البلاد حالياً.

أكد الفنان التشكيلي سامي محمد أن الفن رسالة جدية وتحتاج إلى مثابرة واستمرار، موضحا أن مسيرة الفن التشكيلي في الكويت الآن "تسير ببطء إذا ما قورنت بالفترات الماضية، فالجدية كانت موجودة في السابق بينما لا نراها الآن في الجيل الحالي".

وقال ان هذا يعتمد على الأفراد ومدى اهتمامهم بالساحة الثقافية والإبداع، وكذلك على المسؤولين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الاهتمام بالفن والثقافة بشكل عام من أجل الارتقاء بالإنسان الكويتي وتنمية الحس الجمالي لديه وتذوقه لمختلف أنواع الفنون، مشيرا في هذا السياق إلى أن الفن التشكيلي الكويتي في بداياته كان يعج بروح عالية ومندفعة نحو التطوير وتقديم المتميز. وقال: "أتمنى أن تعود الروح إلى الفنانين التشكيليين كما كانت في بداياتها وبالمنهاج نفسه، تكاتف.. تواصل.. ومنافسة شريفة".
وأضاف أن هذه مسؤولية الفنان بالدرجة الأولى. بالتأكيد بعضهم يتبناها كقضية ولكن للأسف بعضهم يأخذها "برستيج".



البدايات

وتحدث سامي محمد عن بدايته مع الرسم قائلا ان البداية مع المرسم الحر في عام 1958، موضحا أن الهدف من إنشائه "ليكون تمهيدا لإنشاء كلية للفنون الجميلة، لكن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن"، مشيرا إلى دخوله المرسم الحر "كهاوٍ" لينتقل بعدها إلى التخصص والاحتراف والدارسة للفن التشكيلي.

وقال ان المرسم الحر انبثق عنه معرض الربيع الأول لكنه توقف بعد ذلك عند المعرض الثامن، "فقد كان المعرض الوحيد في الكويت وكان يضم مدرسي التربية الفنية في وزارة التربية وكذلك الهواة من الطلبة وغيرهم، وكان يقام في مدرسة المباركية لكنه توقف في عام 1966".



وقال ان بعد المرسم الحر بدأت الفكرة تتحول إلى شيء أكبر، وهو تأسيس جمعية للفنون التشكيلية، فقد كانت لقاءات الفنانين التشكيليين تنصب من إجل إشهار الجمعية، وفي ذلك الوقت تفهم المسؤولون ضرورة إنشاء الجمعية، وحينها كان عدد الذين ساهموا في إشهارها 14 فنانا، ليتم إشهارها في عام 1967 والتي من خلالها انطلقت المعارض، التي كانت تقام في الاغلب في المدرسة المباركية أيضا.

المرسم الحر كان فكرة عبدالعزيز حسين، وكانت للمرسم الريادة على مستوى الخليج العربي بل أصبح مؤثرا جدا، وبعدها توالت المراسم في دول الخليج في حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

وفي عام 1972 تم انتدابي لدى جامعة الكويت لتأسيس مرسم حر للطلبة، وقد شارك في هذا المرسم عدد من الطلبة وتم من خلاله إقامة معرض الربيع تيمنا بمعرض الربيع الذي توقف في منتصف الستينات.



النحاتون في الكويت أربعة

وعن مسيرة حركة النحت في الكويت، قال محمد: "نحن أربعة نحاتون في الكويت سامي محمد، حميد خزعل، عيسى صقر، جواد بوشهري"، بدأنا كهواة بعدها درسنا النحت وأصوله في الخارج في مصر وبريطانيا وأميركا، وبعد عودتنا تبنى كل واحد منا مجالا خاصا به.

وأضاف: "اتجهت أنا إلى المعاناة الإنسانية، واتجه عيسى صقر إلى البيئة وكل ما يهم التراث، وكذلك خزعل اتجه إلى تبني قضايا البيئة والتراث، بينما اتجه بوشهري إلى الفن الحديث". وأوضح أن البدايات وقبل الدراسة "كنا نصنع المنحوتات ونضعها في المدراس، لكن هذه المنحوتات كانت تجد معارضة لعرضها في الميادين العامة، لذلك كانت كل الأعمال المنحوتة لتخليد شخصيات تاريخية مثل ابن رشد والخليل بن أحمد، كنا نبعث بها إلى المدارس، لكن للأسف أغلب التماثيل تم تكسيرها لأن هذا الأمر يخضع لرأي ناظر المدرسة أو بعض أولياء الأمور الذين كانوا يطالبون بإزالة وتكسير هذه المنحوتات "بعضهم يراها حراما".



النحت مظلوم

وبحسرة قال ان "النحت في الكويت مظلوم بسبب المسؤولين لأنهم لم يهتموا بهذا الفن"، موضحا أن "فن النحت يخلد حقبة من الزمن، وخير دليل على ذلك الفراعنة الذين خلدوا من خلال فن النحت".

وفي هذا الشأن قال ان الكويت "تنقصها اللمسة الجمالية"، موضحا أن الشوارع والأماكن العامة خالية من المنحوتات الجمالية التي تعبر عن البلد وتاريخه وحضارته"، مؤكدا أن اللمسات الجمالية "تأتي من خلال المسؤولين الذين لهم باع في مجال تجميل المدينة، سواء المسؤولين في البلدية أو مسؤولي المجلس الوطني أو أي جهة تدخل ضمن اختصاصاتها جماليات المدينة.. الكويت عامرة بالمثقفين لكن ليس هناك تطبيق، كما أن الدولة لم تستفد من الفنانين في تجميلها ولم ينادِ المسؤولون فنانا ليجمل الساحات والأماكن العامة".

وقال: "لم يستغلني أحد خصوصا بعد أن صرفت الدولة علي وتعلمت لكنها لم تستغلني.. لم يتسغلني أحد"، مشددا على أهمية التركيز على تجميل المدينة والأماكن العامة لما له من رفع الذوق العام لدى الناس.

تجربة سعودية

وفي هذا الشأن أشار محمد إلى تجربة السعودية في اقتناء منحوتات هنري مور وعرضها على شاطئ جدة "أتمنى تطبيق هذه التجربة في الكويت". وقال: "بالفعل كان هناك توجه لتطبيق الفكرة وكُلفت مع الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في عام 1988 للذهاب إلى السعودية والاطلاع على هذه التجربة لتطبيقها في الكويت، ورفعنا تقريرا كاملا عن الوضع في السعودية وكيفية إنشاء الصروح على الشاطئ، إلا أن الغزو العراقي أوقف هذا المشروع، واستمرت الحال حتى هذه الآن".

مجسمات تسويقية وإعلان

وقال: "تزيين الشوارع بالمنحوتات.. هذا من اختصاص المسؤولين وإيمانهم بأهمية النحت في الحضارة، ولكن ما نشاهده الآن هو قيام بعض الشركات بوضع مجسمات هي للتسويق والإعلان وليس لها علاقة بالتزيين والتجميل".

وقال إن "الدولة غير مهتمة بالنحت.. العالم يسعى إلى تعليم وتوجيه وتثقيف الطالب منذ الصغر بمختلف الفنون، فنجدهم يقومون برحلة إلى المتاحف وشرح اللوحات للطلبة وتحليلها، حتى يثقفوا هؤلاء الطلبة. فهذه مسؤولية وزارة التربية في تثقيف الطلبة".

وأشار إلى تجربة له في تعليم الشباب فن النحت وتبنيه لهم قائلا: "كنت مندفعا إلى تعليم الشباب لكن بالمقابل لا يوجد تجاوب منهم.. كان أنشطهم المرحوم محمد الأيوب، كان يسعى ويحاول ليطور من فنه.. لكن القدر.. أما بقيتهم فلم أجد منهم الجدية في التطوير والتعلم، خصوصا أن فناني النحت في الكويت نادرون".

تكسير التماثيل

وفي جوابه على سؤال عن شعوره بفقده المنحوتات التي نحتها طوال حياته الفنية قال بحسرة: "هناك الكثير من الأعمال المنحوتة التي تم تكسيرها وأخرى فقدت وأخرى تلفت، وكم يحز في نفس الفنان أن تكسر أعماله".

وأضاف: "صنعت بعض المنحوتات لشخصيات تاريخية مثل ابن رشد والخليل بن أحمد وغيرها، وأهديتها لبعض المدارس لتوضع في ساحاتها، لكن بعد فترة من الزمن علمت أن هذه المنحوتات تم تكسيرها، بعضها تم تكسيره وبعضها اختفى، بالطبع بعضها كان بناء على طلب أولياء أمور الطلبة بأن تكسر هذه التماثيل، وبعضها كان برغبة ناظر المدرسة في اخفاء هذه التماثيل، لذلك فقد منها الكثير وتم تكسير أخرى.. فكم هو شعور مؤلم أن يفقد الفنان أعماله".



الشيخ عبدالله السالم

وفي حديثه عن تمثال المغفور له الشيخ عبدالله السالم قال إن في عام 1971 قرر المرحوم عبدالعزيز المساعيد رئيس دار الرأي العام أن يتم عمل تمثال للمغفور له الشيخ عبدالله السالم، وفي المرسم كلنا عملنا تصاميم لكن الاختيار وقع على تصميمي.. وبدأت تنفيذه، وقد عملته من الجبس، وكان الافتتاح رسميا إذ حضر رئيس مجلس الأمة حينها خالد الغنيم وأعضاء مجلس الأمة، فقد كانت تظاهرة ثقافية في ذلك الوقت.

رفض البلدية وجمعية الإصلاح

وأوضح أن الهدف أن يوضع التمثال أمام دار الرأي العام في مكان واضح وبارز، ولكن حين كشف الستار عن التمثال وصلتنا معارضة من قبل البلدية وجمعية الإصلاح الاجتماعي حيث عارضوا أن يعرض في مكان بارز.

وبعد مضي وقت من الزمن أصاب التمثال بعض التلف لأنه مصنوع من الجبس، فأخذته إلى بريطانيا لصب البرونز عليه لحفظه لأن الجبس يتلف مع العوامل الجوية.. وهذا أيضا ما حدث مع تمثال المغفور له الشيخ صباح السالم.. فقد كانا عملين يتميزان بالضخامة.

قطر ودبي

وسئل عن القيمة الحقيقة للعمل الفني وحجمه، فقال ان "أهمية كل عمل وقيمته الفنية ليست في حجمه بل في المكان الذي تعرض فيه، فهناك تماثيل صغيرة لكنها تعرض في أهم المواقع في العالم ويستطيع كل الناس مشاهدتها، والعكس أيضا صحيح".

وفي الشأن ذاته أشار إلىتبني دولة قطر لفكرة تكليف نحاتين نحت ملامح بعض الشخصيات وستوضع في أرقى المتاحف لديها، وستكون أعمالا فنية راقية فهذه خطوة جيدة للفن الخليجي.
وذكر أيضا توجه دبي إلى تبني الأعمال الفنية، وقال: عدت أخيرا من لندن بعد أن انتهيت من عمل مجسم سيوضع في برج دبي، فهذا المشروع سيكون ضخما جدا بحيث يضعون في البرج أعمالا فنية ضخمة ونادرة ليكون شكلا فنيا متميزا.

حسرة

ولم تغب الحسرة في نبرة صوته حين قال: "أتمنى أن تعم التجربة الفنية بقية دول الخليج.. أما الكويت فقد كانت سباقة لكن الآن ننظر إلى غيرنا".

المجلس الوطني

في نقاش عام حول دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تبني الشباب، اتفق الحاضرون على أن دور المجلس أكبر من تنظيم المعارض العامة والمشتركة فقط، بل إن مهمته أكبر، لأنه الجهة الرسمية في الدولة، لذلك يجب أن يكون دور المجلس أكبر في دعم الفنانين وتبنيهم من دون استثناء، فهناك كثير من الشباب المبدعين والمتميزين الذين يحتاجون الى الدعم المادي والمعنوي لكي يظهر إبداعهم ويستفيد البلد منهم.



وتمنى أيضا أن يكون للقطاع الخاص دور في الارتقاء بالحركة الفنية والثقافية بشكل عام، على سبيل المثال قرار إنشاء مكتبة بوشهري للفنون لتكون مكتبة متخصصة بالفن التشكيلي، فنحن نحتاج إلى المكتبات المتخصصة في هذا الفن وتوفير المراجع والكتب اللازمة ليطلع عليها ليس المختصين وحدهم بل ليستطيع العامة والمهتمون اللجوء إليها للتعرف على الفن التشكيلي ومدارسه المختلفة.